سمو المحاماة ورفعتها

يولد المحامي محامياً
أما القاضي فتصنعه الأيام إن وظيفة المحامي تتطلب من العبقرية والخيال أكثر مما تطلبه وظيفة القاضي إذ لاشك أن التوفيق إلى استنباط الحجج القوية المؤثرة في الدعوى أصعب فنياً من مجرد اختيار الحجج المناسبة المقدمة من الطرفين لتأسيس الحكم عليها .
من كتاب(قضاة و محامون) نقيب محامي روما "بييرو كالمندري"
آخر الأخبار

2014-04-11

الذين يريدون أن يرجموا البابا .. ويلٌ لكم من مصر!

كتب الصحفي / عمرو عبد الرحمن 

إلي كل امرأة قبطية علي أرض مصر.. إلي كل من ادعي أنه "مسلم" وآذي ابنة من بنات مصر، إما خطفا أو إجبارا علي الدخول في الإسلام، وإلي كل المدافعين عن حقوق أبناء مصر في مواطنة حقيقية وحرية اعتقاد لا شائبة فيها، وإلي كل مواطن من طائفة نوبية، أو أمازيغية أو سيناوية، أو غيرها، من طوائف أهل مصر...
هذه رسالتي إليكم؛
لا شك أن مخطط الفوضي الخلاقة الذي غرسه الكيان الصهيوأميركي وأطلقته الأفعي الماسونية "كوندوليزا رايس" عام 2008 من قلب العدو الصهيوني في تل أبيب، تضمن إلي جانب إعادة تشكيل خريطة المنطقة علي اساس إثني "طائفي" حزمة من الجرائم اللا إنسانية، اضطلع بارتكابها أذناب الكيان في المنطقة وهم جماعة الإخوان "المتأسلمون" وأذرهم الإرهابية من تنظيم القاعدة وما تفرع عنه أخيرا مثل جبهة النصرة، ثم ما تشكل حديثا مثل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وجماعة أنصار بيت المقدس، وغيرها من الجماعات المجرمة في حق كل ما عرفته البشرية من الدين.
وفي الوقت الذي كانت جرائم تهجير وإبادة وذبح الأقباط في سورية الشقيقة، كانت جماعة الإخوان الإرهابية تقوم بدورها المطلوب منها تماما ألا وهو إذكاء النعرات الطائفية، سواء بين "سنة" و"شيعة"، كما شهدنا جريمة ذبح عدد من مشايخ "الشيعة" في محافظة الجيزة بدم بارد وبتعليمات الجاسوس الماسوني "مرسي" الذي رفض أوباما لقاءه حتي لا تصيبه لعنته الشيطانية....... أو بين مسلمين ومسيحيين، سواء كان هذا إبان السنة السوداء التي حكمت فيها الجماعة مصر، بمنح الفرصة للمتطرفين لكي يقوموا بإجبار بعض فتيات مصر الأقباط علي الأسلمة، ثم خطف أخريات، دون تدخل من الحكومة الإرهابية، أو عقب سقوط النظام الارهابي، فإذا بأنصاره يشعلون النيران في ستين كنيسة قبطية مصرية علي أرض المحروسة، في محاولة فاضحة لتحويل أنظار الشعب إلي الفتنة الطائفية، بدلا من التوحد علي جبهة واحدة في معركة واحدة ضد الإرهاب الذي هو مجرد أداة في يد الكيان الماسوني العالمي، في إدار ما يسمي بالمرحلة الرابعة من الحروب.
وفي إطار محاولات جرت حثيثا من عدد من المنظمات الحقوقية بهدف حل هذه القضية الشائكة، بدت الحكومة السابقة التي قام الدكتور البرادعي بغرسها كعقبة كؤود في طريق مسيرة مصر الثورة إلي طريق النهضة الحقيقية، ورأينا كيف ظهر الببلاوي، الذي عجز عن معالجة أي قضية اقتصادية أو سياسية او أمنية، كان من الطبيعي أن يقف أكثر عجزا أمام قضية هي إنسانية بالدرجة الأولي، ولم تعد طائفية عقب زوال السحابة السوداء عن أرض مصر، والآن وبعد أن رحل الببلاوي وجاء محلب وحكومته، فلا نري أن شيئا كثيرا قد تغير - حتي الآن علي الأقل - بدليل فشل الحكومة الجديدة في التعاطي مع الأزمة القبلية التي نشبت (فجأة) بين أهالي النوبة والصعيد، وسط أنباء عن وجود دور للأصابع الإخوانية ذاتها، التي لعبت ولا زالت تلعب علي وتر الطائفية المقيتة، فتركت ملف الأقباط لتتحول إلي ملف الأقلية النوبية!!!.
إن الواقع يفرض علي الجميع التكاتف الآن بهدف بناء الدولة المصرية الجديدة، حيث لا دولة ولا نظام في مصر حتي هذه اللحظة، إلا من دستور، لكن لا برلمان ولا حكومة حقيقية ولا رئيس.
علينا ان نتحرك وفورا لتأسيس دولة حرة مستقلة جريئة في مواجهة مشاكلها، علي النقيض مما مضي من حياتنا في مصر منذ نصف قرن وحتي الآن.
لا أقول علينا أن نصبر، بل أن نتحرك ولكن في الاتجاه الصحيح، نحو حماية استقلال بلادنا، وفي نفس الوقت بناء المؤسسات القوية القادرة علي إنهاء أي ملف علي اساس الحق في المواطنة وحرية الاعتقاد.
لنتذكر جيدا، أن الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة أو غيرها لم نسمع منها كلمة واحدة بشأن الجرائم التي لم تعرفها البشرية من قبل في سورية، وفي القلب منها جرائم إبادة وتهجير أقباطها وذبح رهبانها وقساوستها كما في منطقة الرقة وحلب، لماذا؟؟؟؟؟
لأن من مصلحتها أن يبقي المشهد داميا ومشتعلا ومشوها في أعين الناظرين، ما يبرر للاتحاد الأوروبي وهو وجه العملة التي وجهها الآخر حلف النيتو، لكي يمضي قدما في تنفيذ مؤامرته علي الشام والتمهيد لغزو سورية، في النهاية..
وبالنسبة لمصر فالاتحاد الأوروبي الذي يضغط علي مصر من أجل مد يدها الطيبة، لتشد علي الأيدي الإرهابية القذرة، بدعوي المصالحة مع "الجماعة" الماسونية بامتياز، فإنه لن يتدخل لحماية أقباط مصر من مسلميها هكذا .. وكأنه قادم في سفينة نوح تحملها الملائكة... بل هو إذا تدخل فلن يكون إلا في إطار المخطط المرسوم لمصر، وهو إشعال الفتنة وسط أبناء شعبها المتلاحم من آلاف السنين، وهو - أي الاتحاد الأوروبي ومن علي شاكلته - لم ينسي مقولة البابا بطرس السابع الجأولي الذي رفض الحماية من بريطانيا - رأس العالم القبطي - علي مصر.
والسؤال الآن؛ من ذا الذي يريد أن تتلوث يده بالمشاركة في هذه الجريمة؟
من ذا الذي يريد خيرا ببلده، فـ"يقسم" ظهرها، ويفرق أهلها شيعاً؟؟؟
السؤال والرسالة هنا موجهين إلي هؤلاء المستغيثين بالاتحاد الأوروبي لإنقاذ "مصريين" من الاضطهاد علي أيدي المتآمرين علي مصريتنا، القبطية - المسلمة.
سواء إلي عدد من المتمسحين في الملف النوبي، الذين ارتدوا مسوح الحقوقيين الأطهار، الساعين لتدويل القضية، ولجأوا إلي أحد المحامين الصهاينة ويدعي "كريستيان هارلنج" وهو دانماركي الجنسية، وقد أدي ذات الدور المشبوه بـ"نجاح" مع أكراد العراق، الذين أصبحت لهم دويلتهم المستقلة الآن بقيادة مسعود برزاني، ويريدون بذلك أن يفتحوا الباب أمام أصابع الماسونية العالمية - كي تنفذ إلي ظهر مصر، فتُقتطع منها أرض النوبة.
أو إلي هؤلاء المتأقبطين، المراهنين - بحسن نية أو بسوء - علي أن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان العالمية، مثل "هيومان رايتس واتش"، سيمدون يد الـ"عون" لأقباط مصر - هكذا لوجه الله - وقد فتحوا نيرانهم - أي المتأقبطين - علي البابا "تواضروس الثاني"، حتي وكأنهم كادوا يرجموه حينما تصدي لهم معلنا رفضه اللجوء لأعداء مصر بزعم حل مشكلة أقباطها.
كلاكما متآمران علي مستقبل الوطن، ومشاركان - بوعي أو بغير وعي - في ارتكاب جريمة تاريخية ضد شعب مصر، لا فرق بينكم وبين المحسوب علي المسلمين "مسلما" وهو المدعو "القرضاوي"، الذي استجار بأعداء المسلمين - والعرب - وشعوب العالم أجمع - كي (ينقذوا) سورية من "الأسد"، فألقوا أطنان الزيت علي النار في كل مكان فاشتعلت أرضها بالحرائق ولم تنطفئ... فأفيقوا ولا تلعبوا بنيران ستحرق الجميع دونما استثناء.
حتي وإن كانت الجريمة - جريمة تقسيم مصر - واقعة لا محالة، لا قدر الله، فلن يكون ذلك وأنا علي قيد الحياه، الموت استشهادا في سبيل الله، دفاعا عن أمن وطني وحدود أرضي وأشقائي في بلدي، أهون عليَْ....... فمن معي ومن عليَّ؟؟؟.
السؤال مجددا أضعه علي لسان مصر، التي عرفت عقيدة التوحيد للإله الواحد الأحد، من قبل "عيسي" و"محمد" بآلاف السنين، وهي التي كان اسمها منذ فجر التاريخ "جب تاه" - أي "أرض الإله" - والتي تحورت لغويا إلي "قبط"، ومن هنا جاءت تسمية المصريين بالـ"قبط": فمن معها ومن عليها؟؟؟
***
أخشي أن مصر الآن باتت تشكو إلي الله - عز وجل - قولها: اللهم احمني من أبنائي .. أما أعدائي فأنا كفيلة بهم..!!!
وبدوري أضم صوتي لصوت بلدي مصر:
اللهم احم مصر من أبنائها . أما أعداءها فهي كفيلة بهم.
آمين.